من أميركا الجنوبية.. شهادة فلسطيني من فنزويلا، عن كتاب المنسي، حيفا / فلسطين
في يوم 26 نيسان/أبريل من عام 2007م فوجئت برسالة الكترونية، مع مادة مرفقة مكتوبة بخط اليد مُصورة بطريقة مَسْحِية) وصلتني
من المهندس / طوني مرزوقة بخصوص رسالة وصلته من أحد أفراد الجالية الفلسطينية
المقيمة في فنزويلا في أميركا اللاتينية وكان مطلوب منه إيصالها لي. تعرفت على مرزوقة أثناء فترة عملي مع شركة
إتحاد المقاولين العالمية في أبوظبي، الإمارات.
هو فنزويلي الجنسية من أصول فلسطينية من مدينة بيت لحم وكان يعمل كشريكاً
ومستشاراً لشركة إستشارات هندسية فنزويلية عاملة وقتها في أبوظبي. وعندما عرف
مرزوقة بكتابي عن المنسي، عرفت لاحقاً انه إشترى نسختين منه، حيث أرسل إحداها إلى أمه
في فنزويلا والتي قامت بالرد مشاركة مع أخيها السيد إلياس داود بَدُّور (خال طوني
وعُمره وقتها كان 92 عاماً) برسالة مفعمة بالمشاعر الجياشة لفلسطيني هجر أرضه
قسراً ولتقديم إنطباعه عن الكتاب. طبعاً، قمت بتأكيد إستلامي وقراءتي لرسالة طوني الالكترونية وعليه ما كان مني إلأ أن قمت بالرد برسالة إلى السيد / بَدُّور، وبنفس الطريقة برسالة مكتوبة باليد ومصورة بطريقة مسحية لتكون مرفقة، وتم إرسالها عن طريق طوني وذلك بتاريخ 28 نيسان/أبريل 2007م.
أدناه، صورة عن النسخة الأصلية من رسالة السيد / إلياس داود بَدُّور من فنزويلا، وتحتها كتابة نصية حرفية مكتوبة مطبوعة بالحاسوب الآلي بحروف مائلة باللون الأخضر للتمييز ولتسهيل عملية القراءة... تنويه! عذراً عن عدم وضوح بعض الكلمات القليلة جداً والتي تم الإشارة لها بنقاط ثلاثة متتالية والتي لم يؤثر عدم القدرة على قراءتها على قراءة وفهم النص الأشمل للرسالة!
الأخ / المهندس / إسماعيل محمود الجندي
تحيات وشوق لشخصك الكريم الذي غبرنا بلطفه وثقافته... قلب تهاوى... حمل الشوق والحنين لكم وإلى بلدكم موطن الآباء أرض الجدود الصامدة صمود الجبال أعلى مشاربها فوق جبالها شعب... عربي أصيل يصارع الظلم والطغيان... أن يعود للعرب كرامتها ولفلسطين عروبتها... لا أستطيع ولا أقوى أن أعَبِّر لكم تقديري عندما أشار إبن أختي طوني.. الوطنية وإيمانكم بوطنكم فلسطين... سَلَّمَني كتاب تراث بلدكم المنسي الذي كان له الوقع الحسن والتقدير لهذه اللفتة الكريمة بذكركم لنا وتعارفنا على شخصكم النبيل وعلى بلدتكم المنسي. أرجو لكم التوفيق والنجاح.
وما أحْسَبَنَّ مُبالغاً عند استلامه (الكتاب) أني سُعِدْتُ كما يسعد الأطفال بهدايا الأعياد. أعمالكم وتضحياتكم وجهودكم وتحملكم المشقَّات إقتصادياً أدبياً إجتماعياً لإحياء التراث الذي يدل على طيب عنصركم وإيمانكم بربكم... كان الله معكم في هذا العمل المفيد وإني على يقين أن هذا الكتاب كان مرجعاً للأجيال الصاعدة، وكأني معكم بالروح بذكرى وطننا السليب، الذي تكاثرت عليه المؤامرات من الداخل والخارج. إني أفتخر بكم كرجل أعمال كان لي شرف التعرف على شخصكم النبيل. إيمانكم بعروبتكم، راجياً لكم ولجميع أبناء بلدتكم المنسي من الشتات. لا عجب أنت إسماعيل الجندي المنحدر من سلالة الجندي الأمين. بارك الله فيكم.
عُدْتُ أقرَؤُها من ألفها إلى يائها... أتنسم فيها أريج السنوات التي عشناها في بلدنا فلسطين بتقاليدها النبيلة من وحي... وسماع أغانيها الحلوة في لياليها العامرة بالتراث تجذبنا كالمغناطيس لأعود إلى بلدي فلسطين. أتوقع سماع أغانيها... راجع للعنب وكروم التين،لكن هيهات أن تعود في ظل هذه الحكومات التي باعت الأرض والإنسان بأبخس الأثمان، لكن علينا الصبر إلى أن يبعث الله لنا... جديد يُحسن لنا العودة.
أخي قد طغى الاستعمار وتَجَبَّر وتَكَبَّر والله أكبر... إن الحياة التي نعيشها اليوم جعلتني ثائراً على هذا الوضع الذي ترك في نفسي أقصى أنواع الظلم والأسى... من يغترب عن الوطن لا يشعر بحرارة... ... كما جاء في كتابكم الحق لن يموت ما دام وراءه مُطالب.
أخي إسماعيل، لقد غفل الحكام عنا واستهانوا... المستباح والأرض السليبة، كأن آذانهم صمَّاء لا تصل مسامعهم... الشعب المقهور لامست أسماعهم، لكنها لم تلامس نخوة المعتصم... مَن يَهُن يسهُل الهوانُ عليه... ما لجُرحٍ بميتٍ إيلام (بيت الشعر الشهير للمتنبي)
أخي إسماعيل موسى الجندي، لكم منا أسمى آيات التحية والتقدير بمناسبة عيد المولد للنبيّ صلى الله عليه وسلم وكل عام وأنتم سالمين.
ولنا الآمال الكبار أن تكون أعيادنا القادمة في القدس الشريف، في الأرض التي باركها الله أولى القبلتين وثالث الحرمين مهد عيسى المسيح أرض الأنبياء
أخوكم
إلياس داود بَدُّور
- - -
أدناه، صورة من التواصل الذي بدأه معي طوني مرزوقة و قيامي بالرد عليه في شهر نيسان/أبريل 2007، يتبعه ترجمة
في 26 نيسان/أبريل 2007م، كَتَبَ طوني لي:
عزيزي إسماعيل،
خالي إلياس (92 عاماً) إنتهى من قراءة كتابَك. لقد كان سعيداً جداً.
لقد كَتَبَ رسالة لَك. لا أعرف ماذا يكتب (كَتَبَ).
لا أعرف إذا كنت قد (إستلمتَ) الرسالة من والدتي.
أطيب التحيات وشكراً على كتابِك.
طوني
&لقد إستلمت الرسالة من والدَتَك وقُمْتُ بالرد في نفس اليوم.
نفس الشيء بالنسبة لخالَك. الرجاء النظر إلى ردِّي على رسالته في المُرْفَقْ.
الشُّكْر إلى كل عائلتك واتطلع لرؤيَتَك.
تحيات
إسماعيل الجُندي
--
وأدناه، صورة عن النسخة الأصلية من رَدِّي، أنا إسماعيل الجندي، على رسالة السيد / إلياس داود بَدُّور من فنزويلا، والتي تم إرفاقها في ردي على رسالة طوني أعلاه، وتحتها كتابة نصية حرفية مكتوبة مطبوعة بالحاسوب الآلي بحروف مائلة وباللون الأخضر للتمييز ولتسهيل عملية القراءة...
السيد / إلياس داود / المحترم
تحية طيبة وبعد
في الحقيقة، فقد هزَّت مشاعري رسالتكم الكريمة، واعتقد أن الشعب العربي الفلسطيني من أطفال الحجارة والذين وُلدوا في ظل الاحتلال الاسرائيلي وأجدادهم الذين ولدوا في ظل الاحتلال البريطاني، وعانوا ويلات النكبة عام 1948م وما بعدها، كلهم يقفون في خندق واحد أثناء المعاناة وحتى في أحلامهم المستمرة. كلهم مجمعون على العودة إلى بلدهم الحبيبة، ليعيشوا في أمان وحرية كغيرهم من شعوب الأرض. إننى مؤمن بذلك مهما طال الزمن. إيماني هذا يرتكز على وحدة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وتحت مختلف الظروف، وبالطبع الإيمان بالله وبأنفسنا. فلسطين هي أرض الأنبياء عليهم السلام جميعاً، والأرض التي باركها الله وتركها وديعة لنا لنحافظ عليها. كانت لنا كبوة، ولكننا سننهض بعون الله منها ولو بعد حين.
تحياتي للجميع وأطال الله بعمركم وأفعم عليك الصحة والعافية
إسماعيل الجندي
0 Comments
إرسال تعليق